ﻧﺸﺄﺓ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﻓﺘﺮﺓ ﺷﺒﺎﺑﻪ
صفحة 1 من اصل 1
ﻧﺸﺄﺓ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﻓﺘﺮﺓ ﺷﺒﺎﺑﻪ
ﺇﻗﺘﻀﺖ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ
ﻻ ﻳﺮﺳﻞ ﺭﺳﻮﻻً ﺇﻻ ﻭ ﺭﺍﻋﻰ
ﻏﻨﻢ ﻭ ﻟﻌﻠﻬﺎ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﺮﺍﺗﺐ
ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ,ﻓﺎﻟﺤﻖ
ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺪﺭﺏ ﺭُﺳﻠﻪ
ﻋﻠﻰ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﺑﺮﻋﻰ
ﺍﻟﻐﻨﻢ ﺃﻭﻻً,ﻷﻥ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻣﺠﺘﻤﻊ
ﻭ ﺃﻣﺔ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻭ ﻓﻴﻬﻢ
ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻭ ﺍﻟﺸﻘﻰ ﻭ ﺍﻟﻮﺩﻳﻊ ﻭ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ,ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎ ﺭﻋﻰ
ﺍﻟﺮﺍﻋﻰ ﻭﻭﻓﻖ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﺓ
ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﻓﻰ ﺍﻷﻏﻨﺎﻡ,ﻓﺈﻧﺔ ﻻ
ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﻨﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ
ﺇﺧﺘﻼﻑ ﺻﻨﻮﻓﻬﻢ ﻭ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﻭ
ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻛﻞ
ﻧﻮﻉ ﺑﻤﺎ ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ,ﻭ ﻗﺪ ﺭﻋﻰ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻣﺜﻞ ﻣﻦ
ﺳﺒﻘﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ,ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺻﺎﺭ ﺷﺎﺑﺎً ﻳﺎﻓﻌﺎً,ﺳﺎﻓﺮ ﻣﻊ
ﻋﻤﻪ ﺃﺑﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﻓﻰ ﺭﺣﻼﺕ
ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭ ﻧﻈﺮﺍً
ﻷﻣﺎﻧﺘﺔ ﻭ ﺻﺪﻗﻪ ﻗﺎﻡ ﺑﻌﺪﻩ
ﺭﺣﻼﺕ ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺛﻢ
ﻗﺎﻡ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺮﺣﻼﺕ ﺧﺎﺻﻪ
ﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﺑﻨﺖ
ﺧﻮﻳﻠﺪ,ﻭ ﻫﻰ ﺃﺭﻣﻠﺔ ﺛﺮﻳﺔ,ﻭ
ﺳﻴﺄﺗﻰ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ.ﻭ ﻗﺪ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻔﺮﻭﺳﻴﺔ
ﻭ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻓﻰ ﺷﺒﺎﺑﺔ
ﻛﻌﺎﺩﺓ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ
ﻣﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭ ﻟﻌﺐ
ﺍﻟﻤﻴﺴﺮ ﻭ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺮﻩ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ
ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ,ﻭ ﻣﻦ
ﺷﻤﺎﺋﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ
ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺼﺎﺭﻋﺖ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭ
ﺗﻨﺎﺯﻋﻮﺍ ﻓﻰ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺃﺛﻨﺎﺀ
ﺗﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ,ﻛﻞ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺗﺮﻳﺪ
ﺃﻥ ﺗﻈﻔﺮ ﺑﻮﺿﻊ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ
)ﻭ ﻫﻮ ﺣﺠﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ(ﻭ
ﻛﺎﺩﺕ ﺗﻘﻊ ﻓﺘﻨﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭ
ﻳﺸﺘﻌﻞ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻓﺄﺟﺘﻤﻌﻮﺍ
ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﺤﺘﻜﻤﻮﺍ ﻷﻭﻝ
ﺩﺍﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻜﺎﻥ ﻫﻮ ﻣﺤﻤﺪ
ﻭﺑﻔﻄﺎﻧﻪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻩ ﻭ ﺭﺟﺎﺣﻪ ﻋﻘﻞ
ﺍﻷﺫﻛﻴﺎﺀ,ﻳﻘﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﺤﺠﺮ
ﺍﻷﺳﻌﺪ ﻓﻰ ﻋﺒﺎﺀﺗﻪ ﻭ ﺗﺄﺧﺬ ﻛﻞ
ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺑﻄﺮﻑ ﻣﻨﻬﺎ,ﻭ ﺑﺬﻟﻚ
ﺗﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻗﺪ ﺳﺎﻫﻤﺖ
ﻓﻰ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺤﺠﺮ,ﻭ ﺃﺧﻤﺪ ﻧﺎﺭ
ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ.
ﻻ ﻳﺮﺳﻞ ﺭﺳﻮﻻً ﺇﻻ ﻭ ﺭﺍﻋﻰ
ﻏﻨﻢ ﻭ ﻟﻌﻠﻬﺎ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﺮﺍﺗﺐ
ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ,ﻓﺎﻟﺤﻖ
ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺪﺭﺏ ﺭُﺳﻠﻪ
ﻋﻠﻰ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﺑﺮﻋﻰ
ﺍﻟﻐﻨﻢ ﺃﻭﻻً,ﻷﻥ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻣﺠﺘﻤﻊ
ﻭ ﺃﻣﺔ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻭ ﻓﻴﻬﻢ
ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻭ ﺍﻟﺸﻘﻰ ﻭ ﺍﻟﻮﺩﻳﻊ ﻭ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ,ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎ ﺭﻋﻰ
ﺍﻟﺮﺍﻋﻰ ﻭﻭﻓﻖ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﺓ
ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﻓﻰ ﺍﻷﻏﻨﺎﻡ,ﻓﺈﻧﺔ ﻻ
ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﻨﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ
ﺇﺧﺘﻼﻑ ﺻﻨﻮﻓﻬﻢ ﻭ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﻭ
ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻛﻞ
ﻧﻮﻉ ﺑﻤﺎ ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ,ﻭ ﻗﺪ ﺭﻋﻰ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻣﺜﻞ ﻣﻦ
ﺳﺒﻘﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ,ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺻﺎﺭ ﺷﺎﺑﺎً ﻳﺎﻓﻌﺎً,ﺳﺎﻓﺮ ﻣﻊ
ﻋﻤﻪ ﺃﺑﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﻓﻰ ﺭﺣﻼﺕ
ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭ ﻧﻈﺮﺍً
ﻷﻣﺎﻧﺘﺔ ﻭ ﺻﺪﻗﻪ ﻗﺎﻡ ﺑﻌﺪﻩ
ﺭﺣﻼﺕ ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺛﻢ
ﻗﺎﻡ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺮﺣﻼﺕ ﺧﺎﺻﻪ
ﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﺑﻨﺖ
ﺧﻮﻳﻠﺪ,ﻭ ﻫﻰ ﺃﺭﻣﻠﺔ ﺛﺮﻳﺔ,ﻭ
ﺳﻴﺄﺗﻰ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ.ﻭ ﻗﺪ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻔﺮﻭﺳﻴﺔ
ﻭ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻓﻰ ﺷﺒﺎﺑﺔ
ﻛﻌﺎﺩﺓ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ
ﻣﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭ ﻟﻌﺐ
ﺍﻟﻤﻴﺴﺮ ﻭ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺮﻩ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ
ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ,ﻭ ﻣﻦ
ﺷﻤﺎﺋﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ
ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺼﺎﺭﻋﺖ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭ
ﺗﻨﺎﺯﻋﻮﺍ ﻓﻰ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺃﺛﻨﺎﺀ
ﺗﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ,ﻛﻞ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺗﺮﻳﺪ
ﺃﻥ ﺗﻈﻔﺮ ﺑﻮﺿﻊ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ
)ﻭ ﻫﻮ ﺣﺠﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ(ﻭ
ﻛﺎﺩﺕ ﺗﻘﻊ ﻓﺘﻨﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭ
ﻳﺸﺘﻌﻞ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻓﺄﺟﺘﻤﻌﻮﺍ
ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﺤﺘﻜﻤﻮﺍ ﻷﻭﻝ
ﺩﺍﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻜﺎﻥ ﻫﻮ ﻣﺤﻤﺪ
ﻭﺑﻔﻄﺎﻧﻪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻩ ﻭ ﺭﺟﺎﺣﻪ ﻋﻘﻞ
ﺍﻷﺫﻛﻴﺎﺀ,ﻳﻘﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﺤﺠﺮ
ﺍﻷﺳﻌﺪ ﻓﻰ ﻋﺒﺎﺀﺗﻪ ﻭ ﺗﺄﺧﺬ ﻛﻞ
ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺑﻄﺮﻑ ﻣﻨﻬﺎ,ﻭ ﺑﺬﻟﻚ
ﺗﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻗﺪ ﺳﺎﻫﻤﺖ
ﻓﻰ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺤﺠﺮ,ﻭ ﺃﺧﻤﺪ ﻧﺎﺭ
ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى