ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻭ ﺇﺳﻼﻡ ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ
صفحة 1 من اصل 1
ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻭ ﺇﺳﻼﻡ ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ
ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺯﺍﺩ ﻋﺪﺩ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮﺍ
ﺑﺎﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ
ﻓﻰ ﻭﺟﺔ ﻗﺮﻳﺶ ﻭ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ
ﻧﻔﺴﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭ
ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ,ﻓﻨﺼﺤﻬﻢ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺘﺮﻙ ﻣﻜﺔ ﻭ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻷﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻠﻚ ﻻ
ﻳُﻈﻠﻢ ﻋﻨﺪﺓ ﺃﺣﺪ ﻭ ﻋﺎﺩﻝ ﻓﻰ
ﺣﻜﻤﺔ ﻛﺮﻳﻤﺎً ﻓﻰ ﺧﻠﻘﺔ,ﻭ
ﻫﻨﺎﻙ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻰ
ﺳﻼﻡ ﺁﻣﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭ
ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻭ ﻛﺎﻥ ﻋﺪﺩﻫﻢ
ﻓﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﺭﺟﻼً
ﻏﻴﺮ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ,ﻭ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﻗﺮﻳﺶ ﺑﺬﻟﻚ
ﺃﻧﺰﻋﺠﺖ ﻭ ﺯﺍﺩ ﺍﻧﺰﻋﺎﺟﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ
ﺑﺈﺳﻼﻡ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻭ
ﻫﺠﺮﺗﻪ ﺟﻬﺮﺍً,ﻭ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ ﻣﻠﻚ ﻟﻬﺎ ﻭ ﻛﺎﻥ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ
ﻣﻠﻚ ﻛﺮﻳﻢ ﻋﺎﺩﻝ ﻻ ﻳﻈﻠﻢ ﺃﺣﺪﺍً
,ﻭ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻋﻠﻤﺖ ﻗﺮﻳﺶ
ﺑﻬﺠﺮﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﺭﺳﻠﻮﺍ
ﺃﺛﻨﻴﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺳﻴﺪﻧﺎ
))ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ((ﻗﺒﻞ
ﺇﺳﻼﻣﺔ ﻓﺬﻫﺒﻮﺍ ﻟﻠﻨﺠﺎﺷﻰ ﻭ
ﺃﻫﺪﻭﺓ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﺛﻢ ﺣﺪﺛﺎﻩ ﺑﺄﻣﺮ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ
ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ:ﻟﻦ ﺍﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺳﻤﻊ ﻣﻨﻬﻢ,
ﻓﺠﺎﺅﺍ ﺑﺮﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﻭ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ
ﺃﺑﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﻓﺴﺄﻟﻬﻢ ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ
:ﻣﺎ ﺷﺄﻧﻜﻢ ﻭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻯ ﺗﻌﺒﺪﻭﻧﻪ ؟ ﻓﺮﺩ
ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺍﺑﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﻭ
ﻗﺎﻝ:ﺇﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﺒﺪ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻭ
ﻧﺄﻛﻞ ﺍﻟﻤﻴﺘﺎ ﻭ ﻧﺄﻛﻞ ﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ
ﻭ ﻧﻘﻄﻊ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭ ﻧﺆﺫﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻓﺠﺎﺀﻧﺎ ﺭﺟﻞ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ
ﻗﻮﻣﻨﺎ ﻭ ﺃﻭﺳﻄﻬﺎ ﺑﺮﺳﺎﻟﻪ ﻣﻦ
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻓﺄﻣﺮﻧﺎ
ﺃﻥ ﻧﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭ ﻧﺘﺮﻙ
ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻭ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺑﺼﻠﻪ
ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﻋﺪﻡ ﺇﻳﺬﺍﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ
ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺑﺎﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪﺓ ﻭ
ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺑﺘﺮﻙ ﺍﻟﻔﺠﻮﺭ ﻭ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻰ ﻭ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻓﻘﺎﻝ
ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ:ﻫﻞ ﻋﻨﺪﻙ ﻣﻦ
ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ؟ ﻗﺎﻝ
ﻟﻪ ﺟﻌﻔﺮ ﻧﻌﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ
ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ:ﺇﻗﺮﺃ ﻋﻠﻲ:ﻓﻘﺮﺃ
ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ:ﺳﻮﺭﺓ ﻣﺮﻳﻢ ﻭ
ﺫﻛﺮ ﻟﻪ ﻗﺼﺔ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭ ﻳﺤﻴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ:ﺇﻥ ﻫﺬﺍ
ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﺎﻩ
)ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ(ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﺘﺄﺛﺮ
ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ:ﺇﺫﻫﺒﻮﺍ
ﻓﺘﺮﻛﻬﻢ,ﻭ ﻟﻜﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮﻭ
ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﻛﺎﻥ ﺯﻛﻴﺎً ﻓﻄﻨﺎً
ﻓﺎﺳﺘﺄﺫﻥ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻗﺎﻝ
ﻟﻪ:ﺇﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺮﻛﺘﻬﻢ
ﻓﻰ ﻣﺪﻳﻨﺘﻚ ﻳﺴﺒﻮﻥ ﻋﻴﺴﻰ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ,ﻓﺄﺳﺘﺪﻋﺎﻫﻢ
ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭ ﻗﺎﻝ
ﻟﻬﻢ:ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﻓﻰ ﻋﻴﺴﻰ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ؟ ﻓﺮﺩﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ
ﺑﺎﻷﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﺓ ﻣﺮﻳﻢ ﺃﻳﻀﺎً
:ﻓﺘﻌﺠﺐ ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ ﻭ ﻗﺎﻝ:
ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻭ ﺃﺧﺬ ﻋﻮﺩ ﺻﻐﻴﺮ
ﻣﻦ ﺍﻻﺭﺽ ﻭ ﻗﺎﻝ:ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ
ﺗﻌﺪﻯ ﻋﻴﺴﻰ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻌﺮﺟﻮﻥ,ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ
ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻓﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻷﻥ
ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﻴﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻟﻢ
ﻳﺴﺮﻫﻢ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ,ﺣﺘﻰ
ﺃﺳﻠﻢ ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ ﺳﺮﺍً ﻭ ﺣﺪﺛﺖ
ﺣﺮﺏ ﺑﻴﻦ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ ﻭ
ﺟﻴﺶ ﺃﺧﺮ ﻭ ﺍﻧﺘﺼﺮ ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ
ﻭ ﺳﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻰ ﺃﻣﺎﻥ
ﻓﻰ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻳﻨﺸﺮﻭﻥ
ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻫﻨﺎﻙ.ﻭ ﻇﻞ
ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻰ ﺍﻟﺨﻔﺎﺀ
ﺣﺘﻰ ﻣﺎﺕ ﻭ ﺟﺎﺀ ﺟﺒﺮﻳﻞ
ﻟﻠﻨﺒﻰ ﻭ ﺃﺑﻠﻐﺔ ﺑﻤﻮﺕ
ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ ﻓﺼﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺒﻰ
ﺻﻼﻩ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ.
ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺯﺍﺩ ﻋﺪﺩ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮﺍ
ﺑﺎﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ
ﻓﻰ ﻭﺟﺔ ﻗﺮﻳﺶ ﻭ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ
ﻧﻔﺴﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭ
ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ,ﻓﻨﺼﺤﻬﻢ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺘﺮﻙ ﻣﻜﺔ ﻭ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻷﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻠﻚ ﻻ
ﻳُﻈﻠﻢ ﻋﻨﺪﺓ ﺃﺣﺪ ﻭ ﻋﺎﺩﻝ ﻓﻰ
ﺣﻜﻤﺔ ﻛﺮﻳﻤﺎً ﻓﻰ ﺧﻠﻘﺔ,ﻭ
ﻫﻨﺎﻙ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻰ
ﺳﻼﻡ ﺁﻣﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭ
ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻭ ﻛﺎﻥ ﻋﺪﺩﻫﻢ
ﻓﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﺭﺟﻼً
ﻏﻴﺮ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ,ﻭ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﻗﺮﻳﺶ ﺑﺬﻟﻚ
ﺃﻧﺰﻋﺠﺖ ﻭ ﺯﺍﺩ ﺍﻧﺰﻋﺎﺟﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ
ﺑﺈﺳﻼﻡ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻭ
ﻫﺠﺮﺗﻪ ﺟﻬﺮﺍً,ﻭ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ ﻣﻠﻚ ﻟﻬﺎ ﻭ ﻛﺎﻥ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ
ﻣﻠﻚ ﻛﺮﻳﻢ ﻋﺎﺩﻝ ﻻ ﻳﻈﻠﻢ ﺃﺣﺪﺍً
,ﻭ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻋﻠﻤﺖ ﻗﺮﻳﺶ
ﺑﻬﺠﺮﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﺭﺳﻠﻮﺍ
ﺃﺛﻨﻴﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺳﻴﺪﻧﺎ
))ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ((ﻗﺒﻞ
ﺇﺳﻼﻣﺔ ﻓﺬﻫﺒﻮﺍ ﻟﻠﻨﺠﺎﺷﻰ ﻭ
ﺃﻫﺪﻭﺓ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﺛﻢ ﺣﺪﺛﺎﻩ ﺑﺄﻣﺮ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ
ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ:ﻟﻦ ﺍﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺳﻤﻊ ﻣﻨﻬﻢ,
ﻓﺠﺎﺅﺍ ﺑﺮﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﻭ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ
ﺃﺑﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﻓﺴﺄﻟﻬﻢ ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ
:ﻣﺎ ﺷﺄﻧﻜﻢ ﻭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻯ ﺗﻌﺒﺪﻭﻧﻪ ؟ ﻓﺮﺩ
ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺍﺑﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﻭ
ﻗﺎﻝ:ﺇﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﺒﺪ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻭ
ﻧﺄﻛﻞ ﺍﻟﻤﻴﺘﺎ ﻭ ﻧﺄﻛﻞ ﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ
ﻭ ﻧﻘﻄﻊ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭ ﻧﺆﺫﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻓﺠﺎﺀﻧﺎ ﺭﺟﻞ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ
ﻗﻮﻣﻨﺎ ﻭ ﺃﻭﺳﻄﻬﺎ ﺑﺮﺳﺎﻟﻪ ﻣﻦ
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻓﺄﻣﺮﻧﺎ
ﺃﻥ ﻧﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭ ﻧﺘﺮﻙ
ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻭ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺑﺼﻠﻪ
ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﻋﺪﻡ ﺇﻳﺬﺍﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ
ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺑﺎﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪﺓ ﻭ
ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺑﺘﺮﻙ ﺍﻟﻔﺠﻮﺭ ﻭ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻰ ﻭ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻓﻘﺎﻝ
ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ:ﻫﻞ ﻋﻨﺪﻙ ﻣﻦ
ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ؟ ﻗﺎﻝ
ﻟﻪ ﺟﻌﻔﺮ ﻧﻌﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ
ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ:ﺇﻗﺮﺃ ﻋﻠﻲ:ﻓﻘﺮﺃ
ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ:ﺳﻮﺭﺓ ﻣﺮﻳﻢ ﻭ
ﺫﻛﺮ ﻟﻪ ﻗﺼﺔ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭ ﻳﺤﻴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ:ﺇﻥ ﻫﺬﺍ
ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﺎﻩ
)ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ(ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﺘﺄﺛﺮ
ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ:ﺇﺫﻫﺒﻮﺍ
ﻓﺘﺮﻛﻬﻢ,ﻭ ﻟﻜﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮﻭ
ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﻛﺎﻥ ﺯﻛﻴﺎً ﻓﻄﻨﺎً
ﻓﺎﺳﺘﺄﺫﻥ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻗﺎﻝ
ﻟﻪ:ﺇﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺮﻛﺘﻬﻢ
ﻓﻰ ﻣﺪﻳﻨﺘﻚ ﻳﺴﺒﻮﻥ ﻋﻴﺴﻰ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ,ﻓﺄﺳﺘﺪﻋﺎﻫﻢ
ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭ ﻗﺎﻝ
ﻟﻬﻢ:ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﻓﻰ ﻋﻴﺴﻰ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ؟ ﻓﺮﺩﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ
ﺑﺎﻷﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﺓ ﻣﺮﻳﻢ ﺃﻳﻀﺎً
:ﻓﺘﻌﺠﺐ ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ ﻭ ﻗﺎﻝ:
ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻭ ﺃﺧﺬ ﻋﻮﺩ ﺻﻐﻴﺮ
ﻣﻦ ﺍﻻﺭﺽ ﻭ ﻗﺎﻝ:ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ
ﺗﻌﺪﻯ ﻋﻴﺴﻰ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻌﺮﺟﻮﻥ,ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ
ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻓﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻷﻥ
ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﻴﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻟﻢ
ﻳﺴﺮﻫﻢ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ,ﺣﺘﻰ
ﺃﺳﻠﻢ ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ ﺳﺮﺍً ﻭ ﺣﺪﺛﺖ
ﺣﺮﺏ ﺑﻴﻦ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ ﻭ
ﺟﻴﺶ ﺃﺧﺮ ﻭ ﺍﻧﺘﺼﺮ ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ
ﻭ ﺳﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻰ ﺃﻣﺎﻥ
ﻓﻰ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻳﻨﺸﺮﻭﻥ
ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻫﻨﺎﻙ.ﻭ ﻇﻞ
ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻰ ﺍﻟﺨﻔﺎﺀ
ﺣﺘﻰ ﻣﺎﺕ ﻭ ﺟﺎﺀ ﺟﺒﺮﻳﻞ
ﻟﻠﻨﺒﻰ ﻭ ﺃﺑﻠﻐﺔ ﺑﻤﻮﺕ
ﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻰ ﻓﺼﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺒﻰ
ﺻﻼﻩ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى